صفات دم الحجامة:
من المؤكد أن الدم المستخرج بالحجامة يختلف عند مقارنته مخبرياً مع الدم الوريدي المستخرج عند التبرع مثلاً، ولكن هذا الاختلاف يشمل أيضاً صفات دم الحجامة وخواصه الفيزيائية الظاهرة بالعين المجردة، ففي الغالب يميل لون دم الحجامة للسواد أكثر من الدم الوريدي، كما يتجلط أو يتخثر دم الحجامة حال خروجه بسرعة أكبر من تجلط الدم الوريدي خارج الأوعية الدموية، وهذه الصفات تكون أكثر وضوحا عند غالبية الحالات خصوصاً في السحب الثاني للدم من موضع الحجامة، ونتيجة لهذه الصفات فأن الكثير من المختصين بالحجامة والعامة من الناس يطلقون على دم الحجامة أسم "دم فاسد"، وإن كان استخدام هذا المصطلح خاطئ علمياً لأنه لا يوجد دم فاسد في الجسم، إلا أن هذا المصطلح يضُر أيضاً بالحجامة ويختزلها في استخراج الدم الفاسد كما يشاع بين عامة الناس.
إن الدم المستخرج عن طريق الحجامة هو عبارة عن اخلاط دموية تحتوي على شوارد حرة وسموم وآثار الأدوية الكيميائية وكريات دم حمراء هرمة أي أن عمرها أكبر من 120 يوماً وفشل الجسم في التخلص منها، بالإضافة إلى أحتواء دم الحجامة على كريات دم شاذة ومشوهه وصفائح دموية، وإذا كان تعبير الدم الفاسد هو المنتشر إلا أنه وصف مجازي جاء به أهل صناعة الطب قديماً، وأهل العلم هؤلاء كانوا يرون أنَّ خـروج الدم بصفات معيَّنة يدلُّ على نتائج؛ فيشيرون إلى أن:
- خروج الدم أحمرَ سائلَ: يدلُّ على سلامة العضو من العللِ.
- خروج الدم أسودَ سائلَ: يدلُّ على وجود أخلاطٍ ضارَّةٍ في ذلك العضو.
- خروج الدم أسودَ متخثراً: يدلُّ على وجود أخلاطٍ كثيرةٍ ضارَّةٍ في ذلك العضو.
- عَدَمِ خروج دم من الموضع: يدلُّ على سلامة العضو من العلل.
- توقف خروج الدم أو خروج مادة صفراء: يُستفاد منه أن الحجامة قد انتهت.
انتهاء جلسة الحجامة يتحدّد بتوقف خروج الدم، وعلى قرب توقف الدم قد يُلاحظ على الشرطات الجراحية السطحية نقاط من سائل ذو لون أصفر يُمثل بلازما الدم، ويكون علامة لأخصائي الحجامة على انتهاء سحب الدم من هذا الموضع أو المواضع.